السبت، 13 يونيو 2015

مصر تحارب الارهاب والالحاد





تحقيق: سارة محمد– سلوى سعيد - أحمد شمس –عمرو مرعى- نهى ابراهيم- احمد توتو-  نوره الدسوقى

فى الوقت الذى تحتل فيه مصر، صدارة، وزعامة الدول العربية فى انتشار الإلحاد، وتحتل المرتبة رقم 13 في أكثر الدول المتضررة من العمليات الإرهابية على مستوى العالم من أصل دولة 162، حسب تقرير نشره مؤخرًا معهد الاقتصاد والسلام العالمي..
حيث إن الإرهاب له علاقة وثيقة بالإلحاد وليس بالإسلام كما يزعم البعض لأن الإرهاب ظهر لأول مرة عند المطالبة بإزاحة الدين من حياة الناس والمجتمع كله، مؤكداً أن الإرهابيين الذين يقومون بالعمليات الإرهابية هم فى الحقيقة ينفذون مخطط الإلحاد بوضوح تام!
في السطور القادمة ملف خاص عن الإرهاب والإلحاد.. 



الإرهاب
"انفجار، عبوة ناسفة، قنبلة، قتل، إرهاب".. كلمات نسمعها كثيرًا ربما حتى مع بداية إدراكنا للواقع وملابسات الحياة!.. غير أن مصطلح الإرهاب ليس جديدًا علينا ولا على بلادنا، بل عانت منه المنطقة خلال فترات وعقود طويلة، إلا أنه يعلو صداه أحيانًا ويهبط فى أخرى.

ما الإرهاب إذا؟
الإرهاب عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية أو الدولية، فالإرهاب والعنف قيمة سلبية تتساوى فى ميزان القيم مع الرشوة والفساد والدعارة والاختلاس، وغيرها من الأمراض الاجتماعية !
نعم الإرهاب مرض بل وباء وجب التصدى له وإلا أطاح بالجميع، وقد يكون مرتبطًا بمجموعة أفراد، أو حالة عامة، فإذا كان مرتبطًا بإفراد فإنه من غير المنطقى أن تفرض تلك القلة حالتها النفسية المرضية وتصبغ المجتمع بأكمله بصبغتها،فالإرهابى إذًا مريض ومرضه خبيث ومعدى وجب معالجته وحماية المجتمع من مرضه.

العنف والإرهاب يتفشيان حين تتضاءل قيمة العدل فى مجتمع
ويعد السبب المباشر والرئيسى لاستقطاب الإرهاب لأفراد من المجتمع وانتشاره هو اهتراء قيمة العدل، فالعنف والارهاب ينتشران حينما تتضاءل قيمة العدل فى مجتمع ما أو تغيب، وذلك هو أساس الغضب والعنف منذ بدء الخليقة إلى الآن، فحقيقة الصراع الفطرى وجوهره هى رغبة الإنسان الدفينة فى الاستحواذ على أكبر قدر من الموجودات.. هذه الرغبات تنظمها وتردعها القوانين والأعراف المؤسسة على قيمة العدل .


دور الأسرة فى التوعية من ظاهرة الإرهاب

يوضح د. يسرى محمد عبد الوهاب دكتور أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى، استشارى ورئيس قسم فى مستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية، أنه فى ظل الظروف الراهنة والأحداث المتوالية وانتشار المفاهيم الخاطئة بين جماعات تتعارض مع الفهم الصحيح للإسلام والجنوح إلى التطرف والمبالغة فكرًا وممارسة وإثارة نفوس الشباب وتعبئتها ضد الأسرة الدولة وعلماء الدين، دور التربية الأسرية نحو حماية الأبناء من الإرهاب يرجع إلى غرس تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة والقيم المعتدلة لحماية الأبناء من الإرهاب.
وعلى التربية الأسرية أن تعلم الفرد تقوية الروح وإصلاح النفس، وأن الطريق إلى ذلك هو العبادة كتلاوة القرآن عن تأنٍ وتدبر وخشوع والصلاة القويمة المستكملة شروط الصحة وحضور الذهن وغير ذلك من ألوان العبادة والرياضة الروحية، مدربًّا نفسه على القيام بهذه الطاعات بحيث تصبح دنياه وعاداته وسجاياه التى لا مكان لها ولا انفصام منها، 
ويجب أن تكون التربية الأسرية موضحة لمعنى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى لا يقع الفرد ضحية لتلك الجماعات الإرهابية التى تستند إلى فهم قاصر لذلك المعنى. 
فى النهاية على الأسرة دور من البداية حتى تضمن نجاح دورها وهو غرس التربية الأسرية فى الفرد منذ طفولته بأهمية العمل وقيمته، وأن يتقبل العمل مهما كان نوعه وتزيل جميع الحدود بينها وبين الأبناء والتعامل بأسلوب عادل فى مواجهة الأزمات.

عميد إعلام جامعة فاروس: الإعلام الآن لا يقدم معلومات صحيحة عن الإرهاب

ويقول د. فوزى عبد الغنى عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية، إن قضية الإرهاب فى وسائل الإعلام تحولت إلى مباراة بين الإعلاميين الذين ليس لديهم ثقافة لتناول الحقيقة، وتابع أن الإعلام الآن لا يقدم معلومات صحيحة، لكنه يقدم معلومات انطباعية من وجهة نظر المذيع الذى أصبح لديه توجه حول القضية دون أن يلجأ إلى المصادر الحقيقية التى تستطيع أن تقدم ما يفيد فى القضية، لأن المصادر هى مشكلة المشاكل بالنسبة للإعلاميين الذى يقدمون برامج حوارية طوال الوقت لديهم أزمة أو مشكلة فى اختيار الضيف الذى يقدم وجهة نظرهم، والمفروض يغطى الإعلام الأحداث خاصة الإرهاب بشكل موضوعى وحيادى.
 محررة بوصلة تحاور الدكتور فوزى عميد كليه الاعلام



رأى الدين فى الإرهاب :
إذا نظرنا إلى أصول الشريعة الإسلامية وما قبلها من الديانات السماوية نجد أنها تحرم الاعتداء جميعًا، فيوسف عليه السلام قال "مَعَاَذ اللهِ أن نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونْ" فجعل هذا ظلما، والرسول صلى الله عليه وسلم لما أتاه عمرو بن أبى أمية الضمرى وكان من القراء الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مهمة سلمية وهى تعليم أهل نجد القرآن، فاعتدى عليهم عامر بن الطفيل فقتلهم وكانوا سبعين من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجا منهم عمرو بن أبى أمية الضمرى ورجل آخر معه، فوجدا رجلين من قبيلة عامر بن الطفيل من بنى عامر بن صعصعة فقتلهما عمرو بن أبى أمية الضمرى، فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرأ من هذا الفعل وقدم ديتهما إلى أهلهما لأنهما لم يشاركا فى المعركة ولا رضيا بها.
 
نص القانون المصرى حول ارتكاب الجرائم الإرهابية:
نص القانون رقم 8 لسنة 2015 بإعداد النيابة العامة لقائمة تسمى "قائمة الإرهابيين" وتدرج عليها أسماء الإرهابيين إذا صدر فى شأن أى منهم حكم نهائى جنائى بإسباغ هذا الوصف عليه، ووفقًا لتلك القائمة المدرجة من خلال الجهات القضائية المصرية يتم إدراج الإرهابين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، أو منع الأجنبى من دخول البلاد بسحب جواز السفر أو الغائه، أو منع إصدار جواز سفر جديد، فضلاً عن فقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولى الوظائف والمناصب العامة أو النيابية، ويتم تجميد أموال الإرهابى متى استخدمت فى ممارسة نشاطه الإرهابى.
 
الشيخ أسامة الأزهرى: المسلمون أول ضحايا الإرهاب

 محرره بوصلة تحاور الشيخ أسامه الأزهرى

شدد الأزهرى على أن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب، التى تفسد فى الأرض وتهلك الحرث والنسل ليست من الإسلام فى شىء، بل هى عدو الإسلام الأول وأن المسلمين هم أول ضحاياها، وأن الدين الإسلامى صريح ومباشر فى مسألة رفض كل ما تقوم به المليشيات المسلحة التى تسبب أعمال القتل والتدمير ضد المواطنين على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، وتابع أن مذهب أهل السنة لا يجيز الاعتداء على الحرمات ولا على الأمنيين وأن مثل تلك التنظيمات أساءت للإسلام بصورة بالغة.
وعن دور الأزهر، أشار الأزهرى إلى إعلان الأزهر مرارًا رفضه وإدانته للجرائم التى ترتكبها التنظيمات الإرهابية من قتل الأبرياء وتهجير قسرى للمسيحيين، مضيفًا أن مثل تلك التنظيمات تجهل مساحة الحرية الدينية التى كفلها الإسلام لكل المخالفين فى العمل، لدرجة إتاحة الحرية لمن يمارسون كفرًا بواحًا ماداموا لا يتعرضون لعقيدة أى من غيرهم ولا يرتكبون الجرائم، تطبيقًا لقوله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فالكفر يتحمل وزره صاحبه وهو الذى سيحاسب عليه أمام الله عز وجل.

وتابع، أنه من صفات المنضمين إلى مثل تلك التنظيمات الإرهابية "الجهل بالعلم الشرعى"، فإنهم يعتمدون على فهمهم الخاطئ للنصوص دون الرجوع إلى الثقات من أهل العلم، ولهذا ضلوا واضلوا، وأمثال هؤلاء قال عنهم الرسول – صلى الله عليه وسلم-  "يخرج الناس من قبل المشرق، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق، أى أنهم يقرأون القرآن ويستدلون به من غير فهم، فحفظهم للقرآن مجرد حفظ الألفاظ من غير فقه فيه ومعرفة متشابهة.

رأى الكنيسة فى الإرهاب:

وأكد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الدين الإسلامى والمسيحى برىء، من أفعال جماعة داعش الإرهابية، والتى كان من بينها ذبح 21 قبطيًا بليبيا، مشددًا على أنهم يحاولون تعليق الإفعال الإجرامية على شماعة الإسلام، وأنهم ليس لديهم معرفة بتعاليم الدين الإسلامى.
وتابع أن جماعة داعش الإرهابية تحاول محاربة العام أجمع، لافتًا إلى أنه على المخابرات التى تدعم تلك التنظيم أن تعلم أن تلك الجماعات المتطرفة سوف تنقلب عليهم قريبًا، مؤكدًا "لا يوجد هدف يبرر مثل هذه الجريمة البشعة، باستخدام الدين كمبرر يقوم المتطرفون بارتكاب فظائع غير مسبوقة فى قسوتها لزرع الرعب فى قلوب الناس وخلق شق فى العلاقات الطيبة التى استمرت لقرون بين المسيحيين والمسلمين فى الشرق الأوسط".



الالحاد



أثيرت قضية الإلحاد كثيرًا فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد ثورة 25 يناير إذ اعتقد الشباب أن الثورة لا بد أن تعطى مساحة أوسع للتعبير عن الأفكار والمعتقدات، بجانب ما أحدثه صعود تيار الإسلام السياسى المتشدد على الساحة السياسية، ردة فعل فى الاتجاه المعاكس.



وكانت شبكة "بى بى سى" الإخبارية قد أعدت تقريرًا للإجابة على التساؤل، الذى بات يطرح نفسه بشدة على الساحة الدينية فى البلاد: هل هناك حقًا 3 ملايين ملحد فى مصر؟.. وذلك بعد دراسة صادرة عن مؤسسة "بورسن مارستلير" بنيويورك، كشفت أن عدد الملحدين فى مصر وصل إلى 3% من عدد السكان، أى أكثر من مليونى ملحد، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيغان الأمريكية.



وحسب المؤشر العالمى للأديان والإلحاد بمركز «ريد سى» فإن 32.4٪ من ملحدى مصر فى الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة و36٪ فى الفئة العمرية (25- 34 سنة) و18.9٪ فى الفئة العمرية (35- 44 سنة) و9.2٪ فى الفئة العمرية ( 45- 54 سنة) وحوالى 2.5٪ فى الفئة العمرية (55- 64 سنة) و1٪ أكثر من 65 سنة. وحسب أرقام ذات المركز فإن 73.8٪ من الملحدين ذكور و26.2٪ نساء.



دور الأسرة فى التوعية من ظاهرة الإلحاد



ويقول د. يسرى محمد عبد الوهاب، دكتور أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى - استشارى ورئيس قسم فى مستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية، إن الأب والأم هما قدوة لأبنائهما حتى لو لم يفعلوا ذلك عمدا، فالأبناء يتحركون ويتكلمون مثلهما، لذا يمكن استخدام هذا فى وقاية أبنائهما من خطر الانحراف إلى السلوك الخاطئ والإلحاد، فمن خلال تحلى الأم والأب بالخلق والتدين السليم فإنهم يحفظون أبناءهما من السلوك المنحرف.



وأضاف د. يسرى، إن أبناءنا النشء دائمًا ما يتعرضون للضغوط من قبل المجتمع أو الأصدقاء أو نظرًا للظروف المحيطة بهم وازدياد نسبة البطالة ووقت الفراغ، ما يهدف إلى خضوعهم لأحكام الجماعة حتى يكونوا مقبولين منها، وتابع، إننا جميعا نهتم بنظرة الناس لنا ونسعى أن نكون مقبولين من الآخرين، وكلما اقترب الأبناء من سن الاستقلال أصبح ضغط الأصدقاء أقوى وازداد تأثير الأصدقاء على معتقداتهم وسلوكهم وطريقة لبسهم ومزاحهم.



ولعل أكبر سبب للإلحاد فى التاريخ البشرى هو الرغبة فى التخلص من القيود التى تفرضها الأديان على الأشخاص، خاصة الذين يكرهون أية قيود مهما كان مصدرها ومهما كانت درجتها ويرغبون فى الانطلاق فى حياتهم بتوجيه عقولهم وخياراتهم الشخصية.



عميد كلية إعلام: لا ينبغى طرح قضية الإلحاد فى ذلك التوقيت

وعن رأيه فى طريقة تناول وسائل الإعلام المختلفة لقضية الإلحاد، أوضح د. فوزى عبد الغنى عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية، أنه فى الفترة الحالية هناك قضايا لا يمكن التوسع فيها ولا ينبغى طرحها على الجمهور فى أوقات معينة مثل قضية الإلحاد، غير أنه قد عرضت القضية فى برنامج تونى خليفة "أسرار تحت الكوبرى"، و"أتوا بناس ملحدة وضيوف لا تقدم إلا قناعًا للناس، بالتالى تصبح القضية زى ما الناس بتقول أنتوا عملتولنا تشويش، إية الموضوعات إلى إنتوا بتتكلموا فيها دى"، وتابع د. فوزى، "أنا شايف أن الإعلام ينبغى ألا يطرح هذا الموضوع فى ظل وجود جماعات دينية أصولية تطالب بمزيد من التدين وناس بيتكلموا عن الإلحاد، وأنا أرى أيضا أن الإعلام لم يعد العدة لتناول هذا الموضوع بشكل جيد، ولم يحضر له، كما أخطأ فى طرحه دون تجهيز جيد للمعلومات واختيار فترة مناسبة لطرحه، إذ أن التوقيت الآن عير مناسب فى ظل انتشار تلك الجماعات الأصولية".



 محرره بوصلة تحاور الدكتور فوزى عميد كليه الاعلام

الملحد كافرًا أصليًا أو مرتد تُجرى عليه أحكام الردة

أما عن حكم الملحد فى الدين، فإنه إذا كان هذا الملحد كافرًا أصليًا، أى من أبوين كافرين، فإن أمره مفوض إلى ولى الأمر، فإذا بذل له الذمة آخذا بقول من قال من الفقهاء إن الذمة تبذل لكل طوائف الكفار، كما هو مذهب مالك والأوزاعى، فإنه لا يجوز لأحد التعرض له، لا لدمه ولا لعرضه أو ماله، وأما أن كان لأبوين أحدهما مسلم، واعتنق مذهب الإلحاد حال بلوغه، فإنه مرتد، وتجرى عليه أحكام الردة.



رأى الشباب فى الإلحاد:

يرى كثيرٌ من الشباب أن من أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد فى الوطن العربى الجماعات الإرهابية التكفيرية، خاصة فى الدول التى تشهد تغيرات سياسية واجتماعية، وقال التقرير إن تشويه تلك الجماعات لصورة الإسلام والتطبيق الخاطئ لمفاهيمه السمحة وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان كان من ضمن الأسباب التى دفعت الشباب للإلحاد. كما أكد عدد من الشباب، عدم قدرة الشيوخ أن يفهموا عقول الشباب، إذ يجب على الدعاة أن يواجهوا هذه الظاهرة بالوصول إلى عقول الشباب بالطريقة المناسبة لهم.

وأوضح آخرين، أن المنزل وعامل التربية التى ترسخ عند الطفل الإيمان وحب الدين لهما تأثير كبير، حيث لابد من أن يكون للأسرة دور فعال وللمسجد والكنيسة أيضا للحفاظ على مصر من هؤلاء الشباب المغيبين، ووصفهم البعض بأنهم مرضى نفسيون ويحتاجون إلى علاج للتخلص من الأفكار التى يتحدثون عنها، وفى أحيان أخرى تم التعامل معهم مثل وباء أو مرض يجب استئصاله.



موقف القانون المصرى من الإلحاد:

لا يتضمن قانون العقوبات المصرى بشكل واضح وصريح نصًا لتجريم الإلحاد أو تجريم من يختارون أديانا أو معتقدات مغايرة، إلا أن أغلب القضايا التى حكم فيها على أشخاص قاموا بالدعوة للإلحاد، تمت محاكمتهم تحت عقوبة ارتكاب جريمة ازدراء الأديان، وفى تلك الحالة ينص قانون العقوبات "المادة 98" بمعاقبة مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات حبس، أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه لكل من استغل الدين فى الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الأضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى.





الشيخ أسامة الأزهرى: ثلاثة محاور تسحب الشباب إلى طريق الإلحاد



أما عن رأى الدين والمؤسسات الدينية فى الإلحاد، التقينا الشيخ أسامة الأزهرى الخطيب والمحاضر، وأشار إلى أنه فى سياق الحديث عن مناقشة الفكر الإلحادى وعرض أطروحاته ودوافعه يجب رصد تاريخ الأزهر فى ذلك، باعتباره مدرسة علمية عريقة، لديها تجربة تستحق الرصد والتأمل فى هذا الباب على ثلاثة محاور؛ الأول هو قيام الأزهر بدور رصين وعميق وواسع وغير مرصود بدقة فى نشر عدد من العلوم والمعارف على مستوى الثقافة الشائعة لعبارات وقواعد مخففة من العلوم العقلية، تناسب أذهان العوام، فضلاً عن طلبة العلم بما يجعل مستوى التفكير والثقافة الشائعة والفكر العام.

أما المحور الثانى كان الإلمام بما يجرى فى الساحة العالمية من ثورات فكرية وفلسفات الحادية والعمل على رصد أثرها الذى يتسرب إلى بعض المنافذ الثقافية عندنا، وثالثًا ينتقل الأزهر إلى التفاعل المباشر مع نماذج وشرائح وشخصيات ألحدت بالفعل.

وتابع أنه توضح بعد دراسة أسباب الوقوع فى الإلحاد أن هناك ثلاثة محاور يتم التأثير على الشباب من خلالها وسحبهم إلى طريق الإلحاد، وهم: الفيزياء الكونية وعلم نشأة الكون واستغلالها للتنظير لقضية الإلحاد، وكذلك العلوم البيولوجية وكذلك الدخول من خلال فلسفة الوعى والذكاء.

ومن أهم النماذج الناجحة لانتصار علماء الأزهر فى مواجهة أى فكر متطرف كان النظير الذى صنعه الشيخ الشعراوى، حين نجح أن يوصل إلى رجل الشارع الجالس على المقهى الحكمة فى البلاغة وجعله يتذوق معنى القرآن الكريم.




 محرره بوصلة تحاور الشيخ أسامه الأزهرى



الإلحاد فى المسيحية.. أولى الخطايا الأمهات وأخطرها



تعرف المسيحية الإلحاد، بأنه أولى الخطايا الأمهات، وأخطرها، وما أكثر الخطايا التى تتولد عن الإلحاد! من الصعب أن تحصى، والإلحاد على نوعين: أحدهما ينكر وجود الله. والثانى هو الذى يرفض هذا الإله أو يتهكم عليه وينتقده.. والإلحاد الرافض لله: إما أن يرفضه لسبب شهوانى. أو لسبب اقتصادى. فالذين يرفضونه لسبب شهوانى يرون أن الله يقف ضد شهواتهم بوصاياه التى تمنعهم عن التمتع بخطايا معينة، وهؤلاء شعارهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد. لكى أوجد أنا"! أى لكى أتمتع بالوجود الذى أريده. بعيداً عن وصايا الله التى تقيدنى!

وقال القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بالمطرية، إن التطرف فى كل شىء هو السبب الرئيسى لظهور مثل هذه الظاهرة فى مجتمعنا، مضيفًا بأن الفترة الأخيرة شهدت أكبر مساحة للتطرف الدينى خاصة مع كثرة القنوات الفضائية غير الرسمية، والتى تدعو بشكل علنى ليل نهار للتطرف،

وأشار عبد المسيح، إلى أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل محدود فى الدين المسيحى، وذلك بأن المسيحية دين سمح ولا يدعو للتطرف أبدًا.
أما عن حكم من يخرج عن المسيحية، قال عبد المسيح، إنه لا توجد أحكام عليهم ولكن الكهنة والآباء يصلون لهدايتهم إلى الحق ومحاولة النقاش معهم لإعادتهم إلى طريق الإيمان مرة أخرى.
وقال
القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن من أهم أسباب الإلحاد فى مصر هو التسلط الدينى، وتقديم الدين بطريقة خاطئة، والتمسك به بشكل يصل إلى التعصب، ما أدى لجعل الشباب يتمردون على فكرة الدين والتسلط الموجودة، لأنهما يقدمان نفسهما بشكل خاطئ، إضافة إلى أن الشباب يشعرون بأنهم مهملون ومرفضون من قبل الكنيسة، لذا فيتركونها بأفكارها، لذا يجب استقطابهم للخدمة داخل الكنائس وعقد مؤتمرات توعية لهم.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق