تحقيق: نهي ابراهيم
14 ساعة.. هي المدة التي قضيتها في رحاب مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان الساحرة.. ورغم مشقة السفر وصعوبة الانتظار لساعات متواصلة.. كانت تلك التجربة تستحق ذلك وأكثر.. حيث تسنت لي فرصة لمعايشة عالم من أنبل وأجمل ما عايشته في حياتي كلها.
مؤسسة الدكتور العالمي مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان.. هي المؤسسة الغير ربحية التي تقوم بإجراء عمليات جراحة وقسطرة القلب للأطفال والكبار بالمجان.. المؤسسة التي أسسها الجراح العالمي مجدي يعقوب الذي يعد واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم وثاني طبيب يقوم بزراعة قلب بشري كامل، فضلا عن تقديمه العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية.. كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة..وخلال مشواره الطبي الطويل أجرى ما يقرب من 25 ألف عملية منها 2500 عملية زراعة قلب.
العودة للوطن

بعدما حصل السير مجدي يعقوب على لقب البروفيسور في منتصف
ثمنينيات القرن الماضي وحصوله على عشرات التكريمات والألقاب على مستوى
العالم كله, اختارته جميعة القلب الأمريكية بشيكاغو العام الماضي ليفوز
بلقب أسطورة الطب في العالم.. عاد مجدي يعقوب إلى أحضان الوطن في منتصف
2009 واقفا على أراضي بلاد النوبة, ليعلن عن تأسيس مؤسسة خيرية لعلاج
الحالات الخطرة لمرضى القلب في مصر بالمجان.14 ساعة.. هي المدة التي قضيتها في رحاب مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان الساحرة.. ورغم مشقة السفر وصعوبة الانتظار لساعات متواصلة.. كانت تلك التجربة تستحق ذلك وأكثر.. حيث تسنت لي فرصة لمعايشة عالم من أنبل وأجمل ما عايشته في حياتي كلها.
مؤسسة الدكتور العالمي مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان.. هي المؤسسة الغير ربحية التي تقوم بإجراء عمليات جراحة وقسطرة القلب للأطفال والكبار بالمجان.. المؤسسة التي أسسها الجراح العالمي مجدي يعقوب الذي يعد واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم وثاني طبيب يقوم بزراعة قلب بشري كامل، فضلا عن تقديمه العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية.. كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة..وخلال مشواره الطبي الطويل أجرى ما يقرب من 25 ألف عملية منها 2500 عملية زراعة قلب.
العودة للوطن

زكريا: مؤسسة مجدي يعقوب تستهدف جميع المرضى في مصر
كان لقاءنا الأول مع الدكتور محمد زكريا المدير الإداري لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان والذي روى لنا قصة نجاح تلك المؤسسة التي التحق للعمل بها منذ يوم عملها الأول كطبيب معالج حتى تولى منصب المدير الإداري للمؤسسة بأسوان .
يقول الدكتور محمد زكريا:" كانت البداية في 2009 تحت مسمى مستشفى أسوان التعليمي والذي أخذ جزء من مبناه القديم كحق انتفاع لمدة 30 عاما.. انطلقنا بتجديد وتطوير المبنى بالكامل.. وإنشاء غرفتين للعمليات ودور واحد للرعاية المركزة , وكانت القدرة الاستيعابية الأولية للمستشفى 20 سريرا , فضلا عن امتلاك وحدتين للقسطرة وقوة استيعابية للعناية المركزة 4 سرائر.. كل ذلك يشير إلى انها كانت بداية متواضعة للغاية".
وتابع:" تم السير نحو التطوير خطوة بخطوة , حيث إن الهدف الأول للدكتور مجدي يعقوب هو بداية التنفيذ والعمل على أرض الواقع تحت أي ظروف متاحة.. في وقت كنا لا نملك غازات طبية مثل أنابيب الأكسجين وغيرها من الأدوات المساعدة التي واجهتنا إما بالنقص أو بالاستعانة بها من مستشفيات أخرى".
وأضاف:"في عام واحد بدأت مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب العمل بطاقة استيعابية كاملة , وكانت انطلاقا بتأسيس مبنى جديد بجانب المبنى الأساسى , وقد ضم المبني الثاني وحدات الأشعة والرنين المغناطيسي بالإضافة للعيادات الخارجية , والأهم هو تخصيص جزء من المبنى للعمل على الأبحاث العلمية المتخصصة في أمراض القلب".
وعن خط سير المريض داخل المؤسسة ونوعية المرضى يستقبلهم المستشفى، قال:" المستشفى يستقبل جميع المرضى من كافة محافظات مصر سواء كانوا قادرين أو غير قادرين , أي شخص يعاني من أمراض في القلب ويحتاج إلى تدخل سواء كانت قسطرة أو جراحة أو مطالعة طبية , مع تحديد الأولوية لأهالي أسوان ثم الصعيد ووجه بحري".
وأضاف:" تبدأ رحلة العلاج بقبول ومطالعة الأوراق الطبية الخاصة بالمريض عن طريق عدة وسائل منها البريد الالكتروني , ثم يتم تحديد موعد لإجراء كشف طبي متكامل على الحالة داخل عيادات المؤسسة , مع التأكيد على تقديم الخدمات للمريض بالمجان , ويتضمن الكشف الطبي إجراء الأشعة سواء كانت مقطعية أو عادية , فضلا عن إجراء الموجات فوق الصوتية للمريض، وبعد الكشف يتم تحديد إما المتابعات الطبية أو إقرار وجوب التدخل الجراحي والذي ينقسم إلى القسطرة أو العمليات , وجميعها بالمجان, وتتضمن عمليات القسطرة شقين، الأول الخاص بالأطفال والثاني الخاص بالكبار والمتمثل في تركيب الدعامات , والجديد هو القيام بتغيير صمامات القلب باستخدام القسطرة وهو ما يتم استخدامه لأول مرة في مصر".
وأشار إلى امتلاك المؤسسة لفريق طبي متمير يعكف على القيام بمشروع PES وهو الاختلاف في كهرباء القلب.
ونظرا لمشاهداتنا داخل المؤسسة للانتظار الطويل الذي يعاني منه بعض المرضى، قال زكريا:" بالفعل توجد قوائم انتظار للتدخلات الجراحية والتي يعكف الجميع على تخفيفها ولكن يبقي هناك تأخر, مرجعا السبب إلى أن مصر تعاني من ولادة 25 ألف طفل سنويا يعانون من أمراض في القلب , في المقابل فإن القوة الاستيعابية في مستشفيات مصر بالكامل بما فيهم مؤسسة مجدي يعقوب لا تتعدى 10 آلاف في العام الواحد وهو ما يسبب تراكم 15 ألف طفل مريض كل عام, وبالتالي يتطلب إنشاء مؤسسة لمجدي يعقوب داخل كل محافظة حتى نتمكن من تغطية المشكلات المرضية لدى المصريين، مشيرا إلى الإقامة المجانية التي تكفلها المؤسسة لذوي المريض في أسوان.
وحول اختيار الدكتور مجدي يعقوب لمدينة أسوان , قال إنه من الناحية الطبية فلا توجد مراكز علاجية على طول خط الصعيد بالكامل إلا في مدينتي أسيوط وسوهاج , رغم أن الصعيد يمثل نصف سكان مصر , كل هذا بالإضافة إلى جو أسوان الساحر والجميل والذي يزداد جمالا بطيبة أهالها , حتى أن جميع العاملين بالمؤسسة يرونه على أنه كان اختيارا له بعد نظر.
وعن الخطط المستقبيلة التي تسعي المؤسسة لتحقيقها، قال إنها تسعى لتأسيس أضخم مدينة طبية في غرب أسوان على مساحة 22 فدان والمخطط أن تتضمن مركز أبحاث ومستشفى لأمراض القلب للأطفال وأخرى للكبار وانشاء قسمي استقبال وطوارئ .
وأوضح الدكتور زكريا، أن المؤسسة تعمل على القيام بدراسة اكثر من بحث اهمهم بحث يتعلق بالتضخم المفاجئ في جزء من عضلة القلب لبعض الشباب ويؤدي إلى سد مخرج شريان القلب , وتعمل الأبحاث التي يشرف عليها الدكتور مجدي يعقوب بنفسه على تفسير أسباب المرض والوصول إلى علاجه والوقاية المبكرة لحماية أجيال قادمة من الإصابة به.
واختتم الدكتور محمد زكريا المدير الاداري لمؤسسة مجدي يعقوب، حديثه بالإشارة لأسس ومعييار اختيار طاقم الاطباء العامل داخل المؤسسة , والذي كان يتم من خلال إجراء مقابلات شخصية مع الدكتور مجدي يعقوب .
انطلقنا في رحلة تجول تجاه كل ركن في مؤسسة مجدي يعقوب من مباني وغرف عناية وغرف العمليات وقسم الأشعة والقسم الخاص بالأبحاث العلمية داخل المؤسسة , بقدر ما شاهدنا الاعتناء بنظافة وتطهير المكان بقدر ما فوجئنا بالاهتمام بشكل تصميم جميع المباني بالمؤسسة , التي تجلت من خلال تصميم إيطالي على هيئة زهرة كبيرة , وكان أول محتويات تلك الزهرة هو قسم العناية المركزة الخاصة بالأطفال والتي تتميز بشكل من البراح , والتي قد تضمنت أحدث أجهزة العناية المركزة المعلقة من أجل الحفاظ على نظافة وتعقيم الأجهزة.
انتقلنا فيما بعد إلى وحدة من أهم وحدات أو اقسام المؤسسة وهى وحدة الأشعة التي تضم أحدث أجهزة الأشعة والرنين المغناطيسي في العالم والتي تتميز بقلة كمية الأشعة التي يتعرض لها الأطفال من خلالها وقد صنفت على أنها الأحدث في عالم الأشعة المقطعية.
مجدي يعقوب: "سعيد بساهمات أفراد الشعب للمؤسسة"
في تلك الاثناء قد وصل الدكتور مجدي يعقوب إلى مقر المؤسسة وبادر بالدخول إلى غرفة العمليات مما اضطرنا لانتظاره ليأتي لقاءنا بالجراح العالمي بعد يوم طويل شاق له.. في لقاء استمر لدقائق مع البروفسور كما يلقبونه بالمؤسسة, سمعنا منه خلاصة مشاعره تجاه ذلك الصرح الطبي ودعم المصريين له، حيث أكد السير مجدي يعقوب أنه مع بداية انطلاق المؤسسة كان من المتوقع الاعتماد على جمع التبرعات من الخارج ومن القادرين في الدولة , ولكن المدهش وهو ما أسعده على حد تعبيره كانت المساهمات الفعالة من قبل أفراد الشعب البسطاء، مشددا على إحساسهم بالانتماء لتلك المؤسسة التي يعتبرها ملك لهم جميعا , معلنا ان التبرعات العينية تساعد بالفعل في إنقاذ آلاف المرضى, وقد عبر عن أهمية الوعي لدى المواطن المصري بأهمية المشاركة في تنمية الأبحاث العلمية , كما يحدث في انجلترا التي تقوم فيها الأبحاث العلمية أساسا على تبرعات الجمعيات الأهلية التي تنفق أموالا أكثر مما تنفقها الحكومات .
وانهي حديثه عن الكفاءات الموجودة في مصر والتي تحتاج إلى فرص تفاعلية وحقيقية , معربا عن أمله بعد الانطلاق من أسوان في إنشاء نماذج أخرى للمؤسسة مماثلة في الدلتا أو سيناء أو أي مكان يحتاج إليه الشعب مثل الصعيد مثلا , كالذي تم في أسوان نظرا لشدة احتياج أهلها للرعاية الطبية لما تضمنه من كثافة سكانية عالية منتشرة في أنحاء صعيد مصر بأكمله.
أنيسة حسون: الشباب هم أساس المركز العالمي
واخيرا كان الحديث لواحدة من شركاء نجاح مؤسسة مجدي يعقوب وهي أنيسة حسون المدير التنفيذي للمؤسسة , والتي أعلنت احتفال مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب بمرور 5 سنوات على إنشاء ذلك الصرح المشرف, معربة عن سعادتها بالقيام بإبلاغ الناس عبر مسامع وسائل الإعلام انه في خلال 5 سنوات تضاعفت الطاقة الاستيعابية للمؤسسة فضلا عن تضاعف أعداد العمالة أكثر من 10 مرات وقت تأسيس المؤسسة التي بدأت بإجمالي 40 شخصا يعملون داخل المركز في منتصف عام 2009 , أصبحوا في الوقت الحالي 413 شخصا, مما نتج عنه إتاحة فرص عمل لأبناء أسوان والصعيد وجميع محافظات الجمهورية، مشيرة إلى أن أعمار العاملين بالمركز في المتوسط 35 عاماأعأعمبينهم نسبة 40% نساء عمالات.
وأشارت إلى أن الميزانية العامة للمركز تترواح ما بين 100 مليون جنيه وهى بعيدة كل البعد عن أي دعم حكومي مادي , حيث إن خلال تلك السنوات الخمس جاءت جميع التبرعات من داخل مصر وهو ما أثبت تعويض البسطاء لنقص الدعم المقدم من رجال الأعمال والأثرياء.
وتحدثت بفخر عن قيام المركز خلال العام الماضي بـ 900 عملية قلب مفتوح و1500 عملية قسطرة , جاءت أغلبها لأبناء الصعيد وحصد الأطفال نصيب 60% من تلك العمليات نظرا لكثرة انتشار العيوب الخلقية في قلوب الأطفال بمصر والتي تعتبر نسبة عالية , ويبدأ التدخل الجراحي فيها من عمر يوم واحد بعد الولادة إذا ما تم اكتشافه , مؤكدة أن الاولويات لإجراء العمليات المعقدة بشكل أسرع والتي لا يمكن إجراءها في أي مكان أخر.
وأضافت:"في النهاية اعتقد أن على كل مصري أن يفتخر بما هو موجود على أرض وطنه الغالي من أعمال عظيمة لا تهدف إلا لخدمة ابناءه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق