ليالي الأنس في فيينا!
كتب:محمد رفعت
معظمنا سمع ليالي الأنس في فيينا للراحلة أسمهان، وكم تَغنى بها الكاتب الراحل أنيس منصور عندما كان يحتسي قهوته ويرسم بدخان تبغه خيوط مجنونة عند فندق صاخر، ومهما تحدثنا وروينا عن روعة عاصمة النمسا لن نفيها حقها، دع عنك الروايات لأن الذهاب هناك والاستمتاع بنسيمها البارد شيء أخر على الإطلاق، كم كنت محظوظًا بالذهاب إلى فيينا والمشي في شوارعها وحواريها الضيقة والسير على الطرق تحت الأمطار ورؤية الأرض تلمع تحت قدماي.
خلال الخمسة عشر يومًا، دومًا كنت أزور الحي الأول الشهير باسم "شتيفنز بلاتز" كما تعودت أسميه حي الأمراء، جميع سائحي أوروبا يذهبون إلى هناك منهم من يريد شراء جواهر مرصعة من "سفروسكي"، ومنهم من يريد احتساء كوبًا من القهوة الساخنة مع شطيرة شهية في مقهى"عايدة" أشهر مقاهي فيينا والنمسا.. تجد البعض يذهب إلى كنيسة "شتيفنز دوم" وهي أحد أشهر الكنائس في أوروبا والتي شهدت ويلات الحرب العالمية الثانية على يد النازيين الألمان، مجرد دخولها تشعر براحة وسكينة غامضة وكأن الجو مهيأ للصلاة، والمناظر من الداخل بجانب رسومات على الزجاج وسقوط أضواء القمر عليها يجعلك تشعر بسعادة غامرة من داخلك وما لفت نظري بالداخل كمية الأجناس المختلفة من حول العالم أسيويون وأفارقة بخلاف القادمين من أوروبا والأمريكتان ومن كل بقاع الأرض، جميعهم أصحاب رسالة واحدة لا يهم إن كنت يهودي، مسيحي أو مسلم، هذا بيت الله وللجميع حق الدخول، كما لا أنسى رحلتي على 343 درجة سلم من أجل الوصول إلى قمة الكنيسة ورؤية "فيينا" من قمة هذا البرج، كانت رحلة تستحق المعاناة علي الرغم من برودة المكان.
وإن كنت من محبي ركوب الخيل فليس عليك سوى الذهاب إلى المدرسة الإسبانية لركوب الخيل وستجد هناك أرقى وأجود أنواع الخيول الإسبانية على الإطلاق من أجل الحفلات الملكية والمناسبات الهامة وذو مستوى رفيع حيث يتم تدريب تلك الخيول علي يد أمهر فرسان النمسا.
وإذا ذهبنا نحو الفن، أهلًا بك، أنت في عاصمة الفن، لطالما احتضنت فيينا عبقرية موتزارت وأتى لهجميع ملوك وأمراء أوروبا طلبًا للرحيل في عالمه الخاص، السيمفونيات العالمية وأشهرهم السيمفونية التاسعة والتي أشارت إلى مدى عبقرية موتزارت في مجال الموسيقى، وحدها دونا عن باقي أعماله.
هل سمعت من قبل السيمفونية الـ 4 لبيتهوفن، ما رأيك في الاستماع لها في منزله في الحي الأول في فيينا المعروف بحي الأمراء الواقعة أمام جامعة فيينا
!
دع خيالك يرسم المكان في عصره الذهبي عندما احتضنت النمسا هذا الشاب الألماني وتفاخرت به علىأنه كان من سكانها، ألم يشغل بالك كيف لرجل أصم أمتع أذان الجميع حتى وقتنا هذا ولم يستطع إمتاع نفسه، فقط اذهب إلى منزله واصعد الدور الرابع وعليك أن تتذكر أنك تخطو خطوات أحد عباقرة الموسيقى على مدار تاريخها، عند دخولك منزله، سيقوم عقلك بتصوير حفل موسيقي يلعب فيه بيتهوفن على البيانو وحوله الأمراء والأميرات، كل غرفة تحكي عن أشياء عديدة ما بين رسائل حب وغرام، وما بين أعمال ظلت وستظل خالدة، كل ما عليك أن تجلس على كرسي وتضع السماعات وتغمض عينيك وستقوم معزوفات بيتهوفن بالباقي.
ولن أنسي بالتأكيد متحف "ألبيرتينا" الموجود على أطراف الحي الأول والذي يحرسه تمثال قيصر النمسا "فرانس جورزيف" وهو ممتطيًا جواده، يشمل المتحف تقريبًا مليون قطعة قديمة لفنانين من أشهرهم الفنان الإيطإلى"ليوناردو دا فينشي" وحوإلى 65,000 رسمة للفنانين المعاصرين والنشاطين في الوقت الحالي حيث يقام العديد من المعارض لعرض الأعمال الفنية الخاصة بهم وإمتاع السائحين عامة وعاشقين الفن خاصة.
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول.. بالفعل "أسمهان" كانت على صواب لتغني لفيينا!
كتب:محمد رفعت
معظمنا سمع ليالي الأنس في فيينا للراحلة أسمهان، وكم تَغنى بها الكاتب الراحل أنيس منصور عندما كان يحتسي قهوته ويرسم بدخان تبغه خيوط مجنونة عند فندق صاخر، ومهما تحدثنا وروينا عن روعة عاصمة النمسا لن نفيها حقها، دع عنك الروايات لأن الذهاب هناك والاستمتاع بنسيمها البارد شيء أخر على الإطلاق، كم كنت محظوظًا بالذهاب إلى فيينا والمشي في شوارعها وحواريها الضيقة والسير على الطرق تحت الأمطار ورؤية الأرض تلمع تحت قدماي.
خلال الخمسة عشر يومًا، دومًا كنت أزور الحي الأول الشهير باسم "شتيفنز بلاتز" كما تعودت أسميه حي الأمراء، جميع سائحي أوروبا يذهبون إلى هناك منهم من يريد شراء جواهر مرصعة من "سفروسكي"، ومنهم من يريد احتساء كوبًا من القهوة الساخنة مع شطيرة شهية في مقهى"عايدة" أشهر مقاهي فيينا والنمسا.. تجد البعض يذهب إلى كنيسة "شتيفنز دوم" وهي أحد أشهر الكنائس في أوروبا والتي شهدت ويلات الحرب العالمية الثانية على يد النازيين الألمان، مجرد دخولها تشعر براحة وسكينة غامضة وكأن الجو مهيأ للصلاة، والمناظر من الداخل بجانب رسومات على الزجاج وسقوط أضواء القمر عليها يجعلك تشعر بسعادة غامرة من داخلك وما لفت نظري بالداخل كمية الأجناس المختلفة من حول العالم أسيويون وأفارقة بخلاف القادمين من أوروبا والأمريكتان ومن كل بقاع الأرض، جميعهم أصحاب رسالة واحدة لا يهم إن كنت يهودي، مسيحي أو مسلم، هذا بيت الله وللجميع حق الدخول، كما لا أنسى رحلتي على 343 درجة سلم من أجل الوصول إلى قمة الكنيسة ورؤية "فيينا" من قمة هذا البرج، كانت رحلة تستحق المعاناة علي الرغم من برودة المكان.
وإن كنت من محبي ركوب الخيل فليس عليك سوى الذهاب إلى المدرسة الإسبانية لركوب الخيل وستجد هناك أرقى وأجود أنواع الخيول الإسبانية على الإطلاق من أجل الحفلات الملكية والمناسبات الهامة وذو مستوى رفيع حيث يتم تدريب تلك الخيول علي يد أمهر فرسان النمسا.
وإذا ذهبنا نحو الفن، أهلًا بك، أنت في عاصمة الفن، لطالما احتضنت فيينا عبقرية موتزارت وأتى لهجميع ملوك وأمراء أوروبا طلبًا للرحيل في عالمه الخاص، السيمفونيات العالمية وأشهرهم السيمفونية التاسعة والتي أشارت إلى مدى عبقرية موتزارت في مجال الموسيقى، وحدها دونا عن باقي أعماله.
هل سمعت من قبل السيمفونية الـ 4 لبيتهوفن، ما رأيك في الاستماع لها في منزله في الحي الأول في فيينا المعروف بحي الأمراء الواقعة أمام جامعة فيينا
!
دع خيالك يرسم المكان في عصره الذهبي عندما احتضنت النمسا هذا الشاب الألماني وتفاخرت به علىأنه كان من سكانها، ألم يشغل بالك كيف لرجل أصم أمتع أذان الجميع حتى وقتنا هذا ولم يستطع إمتاع نفسه، فقط اذهب إلى منزله واصعد الدور الرابع وعليك أن تتذكر أنك تخطو خطوات أحد عباقرة الموسيقى على مدار تاريخها، عند دخولك منزله، سيقوم عقلك بتصوير حفل موسيقي يلعب فيه بيتهوفن على البيانو وحوله الأمراء والأميرات، كل غرفة تحكي عن أشياء عديدة ما بين رسائل حب وغرام، وما بين أعمال ظلت وستظل خالدة، كل ما عليك أن تجلس على كرسي وتضع السماعات وتغمض عينيك وستقوم معزوفات بيتهوفن بالباقي.
ولن أنسي بالتأكيد متحف "ألبيرتينا" الموجود على أطراف الحي الأول والذي يحرسه تمثال قيصر النمسا "فرانس جورزيف" وهو ممتطيًا جواده، يشمل المتحف تقريبًا مليون قطعة قديمة لفنانين من أشهرهم الفنان الإيطإلى"ليوناردو دا فينشي" وحوإلى 65,000 رسمة للفنانين المعاصرين والنشاطين في الوقت الحالي حيث يقام العديد من المعارض لعرض الأعمال الفنية الخاصة بهم وإمتاع السائحين عامة وعاشقين الفن خاصة.
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول.. بالفعل "أسمهان" كانت على صواب لتغني لفيينا!
دار الأوبرا |
تمثال قيصر النمسا جوزيف |
شارع شتيفنز بلاتز |
مدرسة ركوب الخيول الأسبانية |
كنيسة شتيفنز دوم |
343 درجة سلم اثناء الصعود الي قمة الكنيسة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق