السبت، 13 يونيو 2015

سجن ال Social Media

بقلم : محمد رفعت



دائما بنهتم بمشكلنا وعاملين ازاي ولابسين ايه وبنقول ايه ولمين وعشان ايه, ده لما كنا احرار وبنروح للحاجة وبنتحرك دائما ومكنش لازم او فرض اني اعرف العالم كله انا بعمل ايه, كانت لينا حياتنا الخاصة,كتبنا,خروجتنا, حتي الكلام كان ليه طعم واحنا بنقوله , كانت لينا لمة حلوة, عيد ميلاد , رمضان مع العيلة, وكنا بمزور قرايبنا , او كنا بنخرج نجري علي البحر , او اروح المكتبة اجيب كتاب اقراه , اسمع حاجة بحبها, كنا بنروح سينما, كنا بنتكلم في التليفون الارضي عشان نقرب المسافات مع اصحبنا , كان فيه روح وحركة وحياة مليانة بكل حاجة .

لحد ما ظهر الاخ مارك زوكر بيرج , اللي مكنش يعرف انه هيصدر حكم السجن علي اغلبية الشعب المصري خاصة والعالم جمعا, دلوقتي الايه اختلفت, دلوقتي تقريبا مكلف علي الكل انه يشوف حياتي بكل تفاصيلها , اكتب انك نازل تجري, وشوف كام تعليق ولايك هيجيلك, بقينا بنزل صور الكتب و كوباية القهوة وجنبها السيجارة ملفوفة بتبغ انجليزي معتبر علشان ابين قد ايه بقيت عميق, العمق اللي كان حاجة كويسة زمان بقي مادة للسخرية, دلوقتي بقي سهل انك تولع الدنيا بكلمة واحدة علي بوست, بس كل ده عادي, الكارثة اننا بقينا مع ال social media 24 ساعة في 24 ساعى , بقي اسلوب حياة اتحول لسجن مؤبد , سجن مدي الحياة.

زهقت من الفيس وكلامه ادخل علي تويتر واعمل تويته واتفاعل مع المشاهير, الواحد بيسمع ان الابداع مات في عقول الكثير , بس الفكرة كلها ان العقل ثبت نفسه في دايرة معينة حواليه بمواقع الاليكترونية من غير روح لحد مابقا الشخص نفسه من غير روح , وبالتالي فقد معني الاحساس بالحاجة , العالم اسهل من كدة , اخرج, انسي, العب, اقرا, اعمل حاجات جديدة ,غير اسلوب الحياة, شم هوا, حب وصاحب واتعلم حاجة جديدة , حتي الاحساس المدفون جوالك .... اهرب من سجنك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق