السبت، 13 يونيو 2015

الفراعنة... ممنوع الاقتراب او اللمس

تحقيق : نهي ابراهيم

ما بين اللعنة والجن والعلم والهلاوس , كانت كلها عناوين لكلامنا مع الناس الطيبين اهلينا في مدينتي الاقصر واسوان اللي بيشتغلوا في المعابد , من اول الحارس للمسئول , والكلمات دي ظهرت لما سألناهم عن لعنة الفراعنة... ايوة اللعنة , مين فينا مسمعش اساطير عن اللعنة اللي بيتصيب بتوع الاثار لما بيقربوا لمقابر الفراعنة , ومين مشفش الافلام المصرية والاجنبية اللي مثلت وهم واسطورة اللعنة اللي موجودة في الاهرامات ومعابد حتشسبوت و الكرنك..

كلام سمعنا عنه ومحدش صدق فيه , والاغرب كان لما بدأ يظهر مجموعة من العاملين في الاقصر بيقسموا انهم بيعانوا من لعنة اجدادهم الفراعنة ليل ونهار , والاغرب كان الاهتمام اللي اديته وسائل الاعلام للموضوع ده , وعليه كان لازم البحث والتنقيب بقلب جامد وقوي من باب مبدأ "اللي يخاف من العفريت يطلعله"..
البداية كانت في قرية صغيرة اسمها ادفو تابعة لمحافظة اسوان , وفيها واحد من اهم واكبر المعابد الفرعونية وهو معبد ادفو , وكان اجمل بداية لليوم لقاءنا مع عم أحمد , الراجل الصعيدي المأصل واللي بيشتغل كحارس لمعبد ادفو من 25 سنة , وكانت اول مفأجات عم احمد هو ايمانه الكامل بفكرة لعنة الفراعنة , واللي قال عنها بلهجته الصعيدية الجميلة , ان الفراعنة كانوا بيستعملوا السحر في كل حاجة , ومن شاطرتهم واتقانهم للسحر فضلت اثاره موجودة لحد دلوقتي..



ولما سألنا عم احمد عن حكياته الشخصية مع اللعنة , قال انه بليل دايما بيشوف هلاوس واشخاص شكلهم غريب , ومع ذلك بيكون سلاحه قدمها هو الوضوء وقراءة القران والصلاة , ولو الموضوع طول بيغير المكان اللي قاعد فيه , اما عن زملاءه عم احمد بيقول من وقت لتاني بيشوف عليهم حالات صرع غريبة..


ومن بعد سماحة عم احمد ووشه الطيب اللي بعيد كل البعد عن اي لعنة , اتكلمنا مع الاستاذ يوسف محمد وهو من اكبر الناس اللي بتشتغل في الارشاد السياحي في مدينة اسوان , لعلنا نسمع منه كلام علمي وموضوعي عن لعنة الفراعنة , وفعلا كانت بداية كلامته انه مفيش اي دليل علي وجود حاجة اسمها لعنة الفراعنة , ومع ذلك اكد ان العادات والتقاليد المصرية بتقول ان فيه لعنة فراعنة , واللي بتظهر للناس اللي بتنقب عن الاثار في السر , وكانت شهادتهم كلها بتأكد علي كدة في انهم اتعرضوا للعنة حقيقية وملموسة , واللي بستدعي لفك طلاسم قبل دخولهم لاي منطقة اثرية ..



وكمل كلامه انه بالرغم من عدم وجود دليل رسمي او علمي قدام حكايات الناس اللي بيشوفوا كل يوم اشباح وخيالات داخل المعابد , الا انه هو شخصيا متعاطف مع الناس ومصدقهم , وعن حكايات وقصص الاستاذ يوسف , حكلنا عن قصة احد الزوار الاجانب اللي اتعرض لحالة اغماءة داخل المعبد وبعد ما فاق شاف الكهنة جوة المعبد وعايش طقوسهم الشهيرة في الحياة اليومية , وتاني حكاية كانت لزميله وهو مرشد سياحي وشاف اله الكتابة "توت" داخل المعبد واتكلم معاه , والحكاية التالتة كانت تخص الاستاذ يوسف نفسه اللي اكد انه دايما وقت الظهر لما مبيكونش فيه زوار داخل المعبد بيسمع اشباح بتتكلم وبتنده علي اسماء كل اللي بيشتغلوا جوة المعبد..

وبعد حكايات معبد ادفو , اتجهنا لمدينة تانية من مدن محافظة اسوان واللي برضه كان فيها معبد شهير وهو معبد كمومبو , وهناك اتكلمنا مع الاستاذ مصطفي محمد واللي بالرغم من صغر سنه الا انه بيشتغل مفتش اثار في المعبد, ومع كلمة لعنة الفراعنة , قال مصطفي تعبير "مشفنهاش بالظبط" , وفرق بين اللعنة اللي الناس بتتكلم عنها المتمثلة في رؤية وسماع الاشباح واللعنة اللي بتصيب كل اللي بيحاول يقرب من المقابر الفرعونية , ولان تحليله كان مختلف اتفقنا نتكلم عن المختلف في الموضوع وهو الاخطر "اللعنة اللي في المقابر" , وكانت رؤية الاستاذ مصطفي ان الفراعنة كانوا بيسيبوا غازات ومواد في المقابر علشان يحفظوا عليها من السرقة واللي بتكون مقفولة خلال الاف السنين وبتتفتح مرة واحدة ومن طبيعي تسريب الغاز في وش اي حد يفتحها , وده اللي اتعرض ليه اغلب العلماء , واللي اتفسر علي انه لعنة فراعنة , بالرغم من وجود اسلوب علمي متبع لفتح اي مقبرة واللي بيستغرق من وقت شهر او شهرين , وعن تفسيره علي اللي اتقال من الناس قبله , قال انها "هلاوس" , مشدد علي انه بيجي المعبد الصبح وبليل والفجر وعمره ما شاف ولا حس ولا سمع اي حاجة , وان سبب انتشار الموضوع ضجة اعلامية مش اكتر ,وعن اطرف قصة سمعها , قال انه سمع الناس بتقول ان عروسة النيل بتطلع من البحر وبتقعد معاهم بليل..

ومن اسوان الي مدينة الاقصر واللي فيها تلت اثار العالم , ومن اهم اثارها معبد الاقصر واللي كان محطتنا الاخيرة , وقابلنا فيها الاستاذ محي حسيب حامد وهو مراقب امن اثار , واللي بدأ كلامه بالاشارة الي رسمة عقرب موجودة علي جدران المعبد واللي شبه لسعة العقرب بلعنة الفراعنة, وقال ان العقرب كان رمز السحر عند الفراعنة والرمز ده هو اللي اسس لفكرة اللعنة بالظبط , وده يرجع لاعتقادهم في الحياة ما بعد الموت واللي خلاهم يبسبوا السحر علي ممتلاكتهم علشان يحفظوا عليها من السرقة , من حيث ان اللي يفكر يقرب من ممتلاكتهم تصيبه لعنة الفراعنة , اعتقادا منهم في البعث ما بعد الموت , ومع ذلك هو شايف ان مع مرور السنين اللعنة بطلت واللي كانت محددة بفترة معينة , اما بالنسبة للهلاوس اللي بيتعرض ليها اغلب الناس اللي بتشتغل هناك , كا شايف ان السبب الي بيرجع لاي مكان مغلق او مظلم واللي بيسكنه الجن , زي البيوت القديمة والمهجورة , وده طبيعي وهو بعيد عن لعنة الفراعنة ..

وقال ان الناس اللي بتحاول تنزل المقابر الفرعونية وبيتعرضوا لمواقف غريبة زي الاصابة بالفيروسات بسبب الروائح الكريهة الموجودة في المقبرة , ف ده شئ طبيعي لو واحد ساب اوضة مغلقة لمدة ساعتين هيرجع يلاقي رحيتها كريهة وبتكون هي السبب في اصابة الانسان بمرض او فيروس..

وعن حكايات الاستاذ محي , قال انه في اول ليلة استلم فيها شغله في المعبد صابته حالة غريبة من الرعشة والتنميل في جسمه بالكامل , ودايما بيحاول يتحاشي ده بانه يكون دايما معاه واحد او اكتر من الحراس ومع ذلك بيكونوا كلهم خايفين مع بعض , لكنه شاف ان الخوف ده افضل من الخوف المنفرد ..

واخيرا كان الحديث لعم سيد احمد موسي واللي بيشتغل في معبد الاقصر من 20 سنة , وكان هو الشخص الوحيد اللي رفض فكرة لعنة الفراعنة من بابها وبشكل كامل وقاطع في خلال رحلتنا , وقال انه بيسمع اصوات دايما بليل ولكنه بيشوف ان ده بسبب حركة الحجارة اللي في المعبد بعد اللي بتتعرض له طول اليوم من عوامل التعرية ومن شمس وضوء , وشاف ان كل اللي بيقولوه الناس مجرد كلام ...



وفي النهاية مقدرش انكر اني بدأت اشتغل في الموضوع بنوع من اليأس في اني مش هلاقي ناس هناك مصدقة في الفكرة , ولو لقيت صعب انهم يكونوا متعلمين , ومع ذلك كان قراري اني هتكلم مع كل الناس اللي بتشتغل هناك من اول الغفير لحد المسئول اللي بيشتغل مع الوزير , وكعادة المصريين في انه شعب دايما خارج المتوقع , ادهشنا الجميع هناك في انهم مش بس مصدقين لا وكمان بيبصموا بالعشرة علي اللي شافوه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق